الخميس، 6 مايو 2010

يوم في الجحيم





هل تذكرون وعدي لكم ؟ بأنني سأصبح انسانه اجمل .. وبأن إرادتي ستكون فذه و وو و

حسنا يبدو بأنني نسيت تلك العهود اللتي قطعتها على نفسي معكم .. وسرعان ما استسلمت قوتي لقوة اكبر ... ألا وهي المرض ..

رغماً عني يا صحاب ... أعلنت الخضوع لسلطان الحمى والتعب .. وسطوة الضغط المنخفض والغثيان !....بعدما كنت أعد العده لحرب ضروس لامتحان" الفاينل" الاخير...

صدقاً...بكيت بحرقه .. كأي طفل ينتظره يوم مهم... ورغم مرضه ..يرفض ان يتغيب عنه ...وأنا الكائن البسيط .. قاموس حياتي .. لايتعدى بعض التحديات .. التي قهقه بسبب معرفتها .. طبيب قسم الطواريء ... عندما سألني عن سبب بكائي .. اهو الألم ؟

اجبته لا .. اذا التعب ؟ لا ... الخوف من المرض .. ايضا لا !!!

ويبدو ان عفويتي كادت ان تقتله ضحكا وانا اجيب .."ذاكرت زين للإمتحان .. بس الحين.. خلاص فاتني " !

ردد بتعجب بس عشان الامتحان تبكين ؟ هههه لوهله احسست بأنه فاشل ...بنظري ..عموما لم البث ان اتحسر على مذاكرتي .. كثيرا ..لأن اجاباتي العميا على اسئلته كانت تفضح انتهاء فترة صلاحيتي العقليه والصحيه على حد السواء .. واكثر ما ارعبني انا ساعتها ... عندما سألني عن عنوان الماده .. واجبته ... لا اتذكر :)...

حسب العوارض اسهب الطبيب في شرح حالتي الصحيه .. واقترح عدد من الفحوصات والعلاجات ...

والنتيجه .. 6 ساعات من العذاب مع اقداح مقلوبه .. شرايينها تغذي جسدي المتعب .. او الهدف منها كذلك ..

بعد الساعه ال6 ..لم اعد احتملها ..فقد تململت كثيرا وانا اتابع قطراتها الشحيحه ... إلى جسمي .. لم تكن 6 ساعات بنظري .. كانت اكثر بكثير ... وتلك "السقايه الاخيره" لم تكن لتنتهي ابدا ..!

لم يكن الجو ملائما لي ابدا .. ووقعه على نفسي كان اشد علي من وقع المرض ...لذا اصريت على اهلي برغبتي في الرحيل من هذا المكان .. وعندما "تغاضى " اخي رغم تكرار طلبي ..هددته بانني سوف انزع هذه الاشياء بيدي ان لم يفعلوا هم ذلك الان ..الان ..ويبدو ان توسلاتي لم تكن لتؤتي اكلها ...لو لم يقترب الموعد الفعلي للرحيل ..

وهكذا رحلت عن سريري ..غير آبهه بتمتمات الغضب من حولي (الطبيب+أهلي) ...وانا اسارع الخطوات بعيدا عن هذا الكابوس..اقسم بالله ولولا مرضي كدت ان اجري لأرى الشمس ...مادلين .. كانت مصره ان اكمل ماتبقى من الوقت هناك رغم انفي .... وكثيرا ما كنت تحاول ان تغير رأيي .. ولكن ..

"مادلين" وان كانت تعلم بتعبي ... فهي لاتعلم بحجم الضيق اللذي اثقل صدري .. كل شيء هناك يوحي بالضعف ..الوهن .. بإختصار ..رائحة الموت البارد .. كادت ان تقتلني ,,

اخيرا ..//

. اشكر الله مرار وتكرارا على نعمة الصحه والعافيه .. وادعوه من كل قلبي ظاهره وباطنه ..ان يشمل برحمته أنَـات كل اولئك البشر الموجوعين !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق