ليلــــة خميـــس

موسم الصيف .. حمى الأعراس .. هكذا اسميتها أنا ..بطاقات الدعوه في كل مكان ,,فوق التلفزيون ..

على الطاوله .. حتى تحت وسادتي !!..في كل مكان هناك فرحه تنتظرني ..الوضع بات حرجا ..

والحضور اصبح مفروضا .. كمجامله اجتماعيه واجبه ..

كون اغلب العرائس .. من ذات العمر !!

ههه .. حتى لا اكون كاذبه .. فساتينهن البيضاء .. نجحت بدغدغة أحلامي ..لا بأس .. انا وعدت

قلبي بأن رجلي سيكون فارسا ً خارقا .. لأنه وببساطه سينجح بزحزحة تلك المشاعر المتبلده التي

تسكنني .. فهناك اشاعه افشاها يعضهم ..بأنني تحفه في الحب .. سامحهم الله .. اضحكوني جدا ..

ضحكة بريئه لا ضحكة استهزاء.. نعم كوني تحفه افضل بكثير من الكذب وتصنع المشاعر ..

"بأمانه ..عندما كنت بالمدرسه .. كنت متميزه بكل الأنشطه ..إلا التثميل .. كنت اكرهه ..

لا اجيد التصنع يا إخوان ! "

.


دعونا من الحب .. فمثلما يقال .. هو شر ُ لا بد منهم .. كنت سأخبركم عن مناسبة الأمس ..

الأمس الجنوني .. "زفة ميساء " .. ميساء النقيه ..التي نحبها .. وتحبنا أيضا ً ..

نحن 4 صديقات .. "واتمنى أن نبقى كذلك " .. بذات الكليه .. ابعدتني عنهم الهندسه ..

وأبعدهم عني البزنس ! .. رغم مرور 4 سنوات .. لازلت امشي وحيده بتخصصي ..

ولازالت صديقاتي الثلاث وحيدات بتخصصهن ايضا !

.
.

"يبدوا انني سأطيل حتى اخبركم عن مناسبة الأمس" .. عموما .. كان الأمس مزحوما

بكثرة المشاوير .. وبتجنيد كافة الإستعدات للعرس البهيج .. كنا نسابق عجلة الزمن ..

ولكن حينما اقترب الموعد .. اصابنا ركود غريب .. كنا سويه .. نتجهز ببرود ..

لا ادري ما الذي حدث .. ربما لم نستوعب دوران عقارب الساعه .. ربما لم نستوعب

أيضا ً .. بأن ميساء .. ستكبر عنا .. بعد لحظات ,,

تأخرنا كثيرا على "قاعة النور " .. الصخب هناك يزلزل المكان ..نسيت جوالي بالسياره ..

ورجعت لآخذه .. حتى لا أوبخ بعد ذلك .. دخلت صديقاتي عني .. وبقيت أنا ..

ارى حجم الباب الذي سأمشي من خلاله .. دقات قلبي تتسارع بشده ..

فأنا لا أحب ان يتفحصني الحضور وكأنني غريبة أطوار .. ولا أحب ان يتلتفتوا إلي

وانا امشي ..دخلت والطريق لطاولتنا كان طويل .. طويل جدا .. كنت اخدعهم

بابتسامتي الخجوله .. ومشيتي الملكيه .. كنت ارتجف بقوه من داخلي ..

كنت خائفه .. اكرههم .. بسببهم..عادة الخجل والارتباك هذه لن تفارقني حتى اموت ..

عموما وصلت .. وما هي الا لحيظات حتى تبادلت جميع الصديقات غمزات مفهمومه ..

"هيا نرقص .. انا ابتسمت ابتسامه عريضه واكتفيت برفع يدي قائله :

"روحوا انا بقعد اشجعكم .. " .. حاولوا في كثيرا .. ولكن دونما فائده .. إلهي ..

متى سأودع شرنقة الخجل هذه ....متى سأطلق العنان لذاتي .. للساني .. لخصري ايضا !

بعدها بقليل .. ساد الصمت .. والتزم الجميع اماكنهم .. وظهرت ميساء للنور ..

بطلة مهيبه .. وبفستان ٍ ملائكي ٍ جميل ..

والجواب لنا نحن الصديقات .. اعين رقراقه يتجاذبها دمع الفرح .. ميساء لم تر دمعاتنا

الخجوله .. ميساء لم ترانا أصلا .. رأتنا فقط .. ونحن نتمايل امام "كوشتها " مشاكسين ..

بكت ميسا ء ؟!

وعندما سألتها امها عن سبب البكاء .. قالت صديقاتي .. لم أرهن منذ فتره ..

ميساء الجميله لم ترنا منذ 9 ايام فقط .. ألم أخبركم إنها نقيه !!

تمايلت قليلا "كرمال عيون ميساء " .. مبدئيا تمنيت ان ألبس طاقية الإخفاء ..

أو تعمى عيون الجميع عني .. لاحقا ً ..اقتنعت بأن الرقص البريء ..

شيء ممتع وجميل .. هههه ولا اخفيكم سرا ً ..هز الوسط راق لي كثيرا ً ..

اخشى ان اخبركم ايضا بانني تويت ان اتقن الرقص .. اكثر من ذي قبل ..

فأنا أرغب بشده بتعلم الرقص .. الشرقي .. الخليجي .. ولا بأس بالباليه ايضا ً ..

لوول


قليلا من الجموح لن يضر .. والانثى التي تسكن العالم الاخر من مدينة الصخب ..

سيسعدها ذلك الجنون .. ستودع الشرنقه .. ستطير !

طال الحفل .. حتى منتصف الليل .. ودعتنا بعدها ميساء .. وانتهى الزفاف ..

وبقيت التفاصبل ..




فستاني الروماني الأسود .. ساعة أمي الذهبيه .. خلخال أختي ..

كحلي العربي .. خصلاتي الحره .. (حكاية أنوثتــــــي ) ..

جمالك الأخاذ … دموعنا الخجلى .. دمعاتك البريئه ..

ضحكات الصديقات .. ساحة الرقص .. (حكاية الصخب والجنون ) ..

كلها تفاصيل سوف تسكن في ذاكرتي ..

ذاكرتي البيضاء .. حيث أخلد الأنقياء ياميساء !

فاصله ,,

جميلة هي الحياه بوجود لفيف الاصدقاء ..

لاتفَّرطوا فيمن تحبون .. واحتفظوا بالذكرى

اذا ما ودعتموهم يوما ً !!


فقط.. تذكروا دائما ..

"السماء وحدها تمطر الأنقياء" !

الصوره :بعدسة عنيده كيفي !